لمحات ..من حياة طبيب "1"

السبت 31 اكتوبر - 11.30 ظ

ليس بينى و بينها اي سابق معرفة سوى هذه الدقائق ..... لا اتذكر اسمها ......شابة ...27 سنة ..... دوبلر على الساق اليمنى للمتابعة بعد عملية استئصال جلطة من الشرايين ...... نفسها يعلو و يهبط كانه يسابق الزمن ....... نظراتها تائه...مودعه ........
- هاموت يا دكتور !!!!
- الف سلامة ليكى ....خلاص قربنا نخلص . 
.......همست فى اذن زميلى و اخى الاكبر د. ياسر بصوت ربما لم يسمعه هو و بحزن .....
- الحالة دى شكلها بتموت .....!!!! تأكد الشعور لدى لا اعرف لماذا ......تركت مكانى لزميلى و اخى الاكبر د. عبدالرحمن ..... رغبة فى كفاءة اكبر فقد شعرت ببعض من عدم التركيز مع هذا الشعور ....و صراعا مع الزمن الذى دوما لا يكون فى صالحنا
شعرت ان ملك الموت يقف فوق رؤسنا ...... و يتطلع الينا ...... قد يقبضها الان من بيننا ...... انتهى فحص الدوبلر قبل انت تنتهى حياتها حسبا كنت اخشى .....او ربما حياة واحد منا .....فلا احد يعلم لمن كان يتطلع ذلك المأمور بلحظة الاجل ...... سألت نفسى ....ما هو شعور من يمـــوت !!!!؟ احسست بان شعورها و المها قد تسرب الى !!!!!
تنفست الصعداء ما ان انتهي الفحص , و نقلوها لعمل مقطعية على الشرايين الرؤية ..... لكن بقي شعورى هذا ملازمنى ...... لقد رمقنا بنظرة "الى لقـــاء" .... و خرج خلفها ......او معها !!!!!

انتهى يوم العمل .......هممت بالانصراف ........انهم يصلون العصر فى المسجد ....
-- ..ياخى صلى ما تبقاش كسلى عن صلاة الجماعة المسجد اهه و انت راكن العربية جنبه !!! هكذا دعتنى نفسي ......
صليت العصر .............. و ما ان انتهت الصلاة الا و الامام يدعو لصلاة الجنازة .....و المتوفاة انثى ...... عصر قلبى هاتفا انه هى ....لكن لم اجد من يجيبنى !!!! صليت ,.....و انصرفت ...و انا اشعر انها هى

واليوم ...... ما انت قابلت زميلى د. مصطفى - جراح الاوعية الذى كان مع الحالة يوم الفحص ....عرفت انها فعلا كانت هى ......لقد اجريت لها فحصى الطبى مع الظهر .....و صليت عليها الجنازة بعد العصر ...... لقد كان فعلا فوق رؤسنا ينتظرها ......و لا احد يدرى دومـــا ....من التـــــالى !!!!

قــــصـــة قصـــــيرة ......و متكـــــررة ......من حيــــــاة طبيب !!!!